فوائد الشعير المستنبت في تغذية المواشي: أفضل بديل اقتصادي لزيادة الإنتاجية

 يُعد الشعير المستنبت أحد أفضل البدائل الاقتصادية في مجال تغذية الحيوانات، حيث أثبت فعاليته في خفض تكاليف العلف وزيادة كفاءة الإنتاج. وقد ساهمت قيمته الغذائية العالية، وغناه بالبروتينات والألياف والفيتامينات في جعله خيارًا مثاليًا للمربين الذين يبحثون عن إنتاج مستدام وصحي ومربح. كما يتميز بسهولة إنتاجه وقدرته على التكيف مع مختلف الظروف المناخية طوال العام.

تاريخ استخدام الشعير المستنبت:

ترجع بداية استخدام الشعير المستنبت إلى الحضارات القديمة، حيث استخدمه المصريون القدماء ضمن وصفاتهم الغذائية والعلاجية ووثقوا ذلك على بردياتهم، كما استخدمه الصينيون لتضميد الجروح نظراً لفوائده الصحية. ومع مرور الوقت أصبح الشعير المستنبت جزءًا أساسياً من تغذية الحيوانات بعد أن اكتشف المربون تأثيره المباشر في تحسين الإنتاجية والحالة الصحية للقطيع.

فوائد الشعير المستنبت للحيوانات:

يساهم الشعير المستنبت بصورة فعالة في تعزيز الخصوبة وتحسين الأداء الحيوي للحيوانات، ويؤدي استهلاكه المستمر إلى تحسين جودة اللحم والجلد بفضل ما يحتويه من بروتينات طبيعية وألياف قابلة للهضم. وتُشير الدراسات الميدانية إلى أن إدخال الشعير المستنبت في النظام الغذائي للحيوانات يؤدي إلى زيادة إنتاج الحليب بمعدل يصل إلى خمسة وعشرين في المائة، كما يُحسن من معدل النمو اليومي سواء لدى العجول أو الأغنام. ويتميز كذلك بقدرته على دعم صحة الجهاز الهضمي وتقليل مشكلات الاضطرابات المعوية، كما أنه يساعد على استغلال المساحة الزراعية بالشكل الأمثل، حيث يمكن إنتاج طن كامل داخل غرفة لا تتجاوز مساحتها سبعة وعشرين مترًا مربعًا.

طريقة استنبات الشعير:

للحصول على نتائج جيدة يجب اتباع خطوات واضحة تبدأ بمرحلة تحضير البذور والتي تشمل عملية الغسل والتعقيم للتخلص من أي فطريات أو جراثيم. بعد ذلك تُنقع البذور لمدة تتراوح بين خمس وعشرين إلى ثلاثين ساعة حسب درجة الحرارة ثم تُزرع في صوانٍ بلاستيكية مخصصة بمعدل كيلوغرام وأربعمائة جرام لكل صينية.

يُحافظ على درجة حرارة غرفة الاستنبات عند ثماني عشرة درجة مع توفير إضاءة مناسبة ومياه نقية من خلال نظام الري الضبابي مرتين أو ثلاث مرات في اليوم. ومع الالتزام بهذه الشروط يصبح الشعير جاهزاً للاستخدام خلال مدة لا تتجاوز سبعة أيام.

متطلبات غرفة الاستنبات:

تحتاج غرفة الاستنبات إلى تعقيم جيد وإغلاق محكم من أجل الحفاظ على جودة الإنتاج، كما يجب أن تتوفر بداخلها مصادر إضاءة مناسبة وأنظمة ري ضبابية للتحكم في نسبة الرطوبة. وتُستخدم مواد عزل حراري لضمان ثبات درجة الحرارة، مع ضرورة توفير مصارف لتصريف المياه وخزانات مياه تحتوي على فلاتر لضمان نقاء المياه المستخدمة في الري.

سيلاج الشعير المستنبت:

يعتمد سيلاج الشعير المستنبت كطريقة فعالة لتخزين العلف لاستخدامه لاحقًا، حيث تبدأ الخطوات بإيقاف الري لمدة يومين لتقليل الرطوبة ثم توضع طبقات من الشعير المستنبت والقش داخل حفرة مخصصة مع إضافة كمية من الذرة المجروشة بنسبة عشرين كيلوغراماً لكل طن من الشعير. بعد ذلك يتم إغلاق الحفرة بمشمع سميك وعزلها عن الهواء تماماً، ثم تُترك لمدة شهرين حتى تكتمل عملية التخمر.

دراسة جدوى مبسطة لمشروع استنبات الشعير:

بإمكان غرفة بمساحة اثني عشر مترًا في اثنين فاصل سبعة وخمسين مترًا وارتفاع مترين ونصف أن تنتج طنًا كاملاً من الشعير المستنبت يومياً، شريطة تزويدها بوحدة تبريد وشبكة ري ضبابي وصوانٍ بلاستيكية مخصصة. وقد أظهرت التجارب أن غرفة بهذه المواصفات قادرة على إنتاج مائة وثمانين ألف كيلوغرام سنويًا، وهي كمية توازي محصول سبعة أفدنة من البرسيم.

وبالنسبة لعشرة رؤوس من الحيوانات فإن الكمية اليومية من العلف تبلغ ستين كيلوغراماً، منها أربعة وعشرون كيلوغراماً من الشعير المستنبت وأربعة كيلوغرامات من الشعير الجاف المستخدم كتقاوي.

ملاحظات مهمة:

من المهم تجنب استخدام صواني مصنوعة من الفايبر جلاس كونها بيئة مناسبة لنمو الفطريات وتكوين العفن، ويفضل الاعتماد على صوانٍ بلاستيكية ذات جودة عالية. بالإضافة إلى ذلك فإن الالتزام بمعايير التعقيم داخل غرفة الاستنبات يعزز من سلامة المنتج ويقلل نسبة التلوث.

إن مشروع استنبات الشعير يعد أحد المشاريع الحيوية في القطاع الزراعي لما يحققه من فوائد اقتصادية وصحية كبيرة، فهو يقلل من تكلفة العلف التقليدي ويزيد من إنتاجية القطعان ويحسن جودة المنتجات الحيوانية. ومع التقدم التقني أصبح إنتاج الشعير المستنبت متاحًا على مدار العام، وهو ما يجعل هذا المشروع خيارًا استراتيجيًا لكل من يرغب في تطوير أعمال تربية المواشي وتحقيق أكبر عائد ممكن بأقل تكلفة.