ارتفاع صادرات الصين من زيت الصويا إلى مستويات قياسية خلال عام 2025
تشهد أسواق الزيوت النباتية العالمية تغيرات واضحة خلال العام الحالي، أبرزها الارتفاع الكبير في صادرات الصين من زيت الصويا نحو الهند. ويأتي هذا النمو نتيجة توفر فائض كبير داخل السوق الصينية وتراجع الطلب المحلي، مقابل احتياجات ضخمة لدى الهند، أكبر مستورد لزيت الصويا في العالم.
قفزة تاريخية في صادرات زيت الصويا الصينية
أظهرت بيانات الجمارك أن صادرات الصين من زيت الصويا بلغت خلال الأشهر العشرة الأولى نحو ثلاثمائة وتسعة وعشرين ألف طن، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف إجمالي صادرات عام ألفين وأربعة وعشرين.
وفي أكتوبر وحده شحنت الصين سبعين ألفاً وثمانمائة وسبعة وسبعين طناً، وهو رقم قياسي يؤكد توسّع الصين في التصدير بشكل غير مسبوق.
لماذا ترتفع صادرات زيت الصويا من الصين
وفرة في واردات فول الصويا
تعتمد الصين بشكل كبير على استيراد فول الصويا من دول أمريكا الجنوبية، خصوصاً البرازيل والأرجنتين، ومع بداية هذا العام زادت الواردات بشكل ملحوظ، ما أدى إلى توفر كميات كبيرة من المادة الخام المستخدمة في إنتاج الزيت.
ضعف الطلب داخل الصين
يعيش الاقتصاد المحلي تباطؤاً واضحاً، ما تسبب في انخفاض استهلاك الزيوت النباتية داخل السوق الصينية. هذا التراجع دفع المصانع إلى البحث عن أسواق خارجية لاستيعاب الفائض.
تحسن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة
بعد اتفاق تهدئة تجارية بين بكين وواشنطن، استأنفت الصين شراء فول الصويا الأمريكي، وهو ما زاد من المعروض المحلي ودفع نحو تعزيز نشاط التصدير.
الهند المستفيد الأكبر من الفائض الصيني
تُعد الهند أكبر مستورد لزيت الصويا في العالم، ومع ارتفاع الطلب المحلي لديها، رحّبت بدخول زيت الصويا الصيني بقوة إلى سوقها.
ووفقاً لتصريحات كبار المستوردين في الهند، فإن زيت الصويا الصيني يصل بأسعار أقل من زيت أمريكا الجنوبية بفارق يصل إلى خمسة عشر دولاراً للطن، إضافة إلى قصر مدة الشحن بين عشرة واثني عشر يوماً فقط، مقارنة بخمسين إلى ستين يوماً من أمريكا الجنوبية.
مزايا زيت الصويا الصيني في السوق العالمية
سعر أقل
يلقى زيت الصويا الصيني رواجاً بسبب الفارق السعري الجاذب، مما يمنحه قدرة تنافسية كبيرة في الأسواق المستوردة.
سرعة النقل
قصر المدة الزمنية لوصول الشحنات يمنح الهند والدول المجاورة لها أفضلية في التخطيط للإمدادات وتقليل تكاليف التخزين.
إنتاج ضخم ومستمر
تنتج الصين نحو عشرين مليون طن من زيت الصويا سنوياً، مما يضمن استقرار الإمدادات وتلبية احتياجات الأسواق المستوردة.
مستقبل تجارة زيت الصويا بين الصين والهند
يتوقع محللون أن يستمر هذا المسار التجاري في النمو خلال السنوات المقبلة، خاصة مع استمرار التراجع في استهلاك الزيوت داخل الصين وتحسن العلاقات الاقتصادية بين بكين ونيودلهي. ومن المرجح أن يصبح زيت الصويا الصيني جزءاً أساسياً من واردات الهند من الزيوت النباتية نظراً لأسعاره التنافسية ووفرة الإمدادات.
يعكس الارتفاع القياسي في صادرات الصين من زيت الصويا تحولات واضحة في سوق الزيوت العالمية. فبينما يضعف الطلب المحلي داخل الصين، تواصل الهند تعزيز وارداتها لتلبية احتياجاتها المتنامية. ومع استمرار فائض الإنتاج الصيني، من المتوقع أن تتوسع حركة التصدير وتزداد أهميتها خلال المرحلة المقبلة.
.jpg)