سلالة دجاج الأسترالورب: مميزاته وخصائصه لإنتاجية في البيض واللحم
يعد دجاج الأسترالورب إحدى أكثر سلالات الدجاج تميزاً وانتشاراً بين مربي الدواجن حول العالم، بفضل قدرته العالية على إنتاج البيض وجودة لحمه، إضافة إلى هدوئه وسهولة تربيته. وقد اكتسبت السلالة شهرة عالمية منذ بدايات القرن العشرين عندما حطمت الأرقام القياسية في عدد البيض المنتج سنوياً، مما جعلها خياراً مثالياً للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وللمزارع التجارية على حد سواء. وفي هذه المقالة تقدم دليلاً شاملاً يشرح أصل السلالة وخصائصها ومميزاتها، إضافة إلى طرق تربيتها، واحتياجاتها الغذائية، وإدارة صحتها، وكل المعلومات التي يحتاجها أي مربٍّ للحصول على أقصى إنتاجية.
أصل سلالة الأسترالورب وتاريخها:
ترجع جذور دجاج الأسترالورب إلى أستراليا، حيث ظهرت السلالة لأول مرة في بدايات القرن العشرين. وقد قام المربون الأستراليون بتطويرها انطلاقاً من سلالة بلاك أوربنجتون البريطانية مع تحسين صفاتها الإنتاجية، خاصة إنتاج البيض في الظروف المناخية القاسية.
كان الهدف الأساسي من تطوير السلالة هو الحصول على دجاج يجمع بين القدرة العالية على إنتاج البيض والقدرة الجيدة على إنتاج اللحم، مع الحفاظ على جسم متوازن وقدرة على مقاومة الأمراض. وسرعان ما نجح المربون الأستراليون في تحقيق ذلك، فظهرت سلالة الأسترالورب بشكلها المعروف اليوم، الذي يتميز بريش أسود لامع يميل إلى الأخضر الداكن عند التعرض لأشعة الشمس.
وقد ازداد انتشار السلالة بشكل واسع حول العالم بعد تسجيل رقم قياسي عالمي سنة 1922 عندما وضعت إحدى الإناث أكثر من 300 بيضة خلال عام واحد، وهو رقم كان يعتبر خارقاً في ذلك الوقت.
الصفات الشكلية لسلالة دجاج الأسترالورب:
يتميز دجاج الأسترالورب بخصائص شكلية واضحة تسهل التعرف عليه، وتمنحه مظهراً جذاباً ولفتاً للأنظار، من أبرزها:
لون الريش:
اللون الأكثر انتشاراً هو الأسود اللامع، الذي ينعكس باللون الأخضر تحت ضوء الشمس. وهناك ألوان أخرى تم تطويرها لاحقاً مثل الأبيض والأزرق، لكنها ليست شائعة مثل اللون الأسود الأصلي.
الحجم والبنية:
- تعد السلالة من السلالات متوسطة إلى كبيرة الحجم.
- تمتاز بكتلة عضلية جيدة وجسم ممتلئ، مما يجعلها مناسبة لإنتاج اللحم.
الرأس والعرف:
الرأس متوسط الحجم، أما العرف فهو بسيط قائم، لونه أحمر قوي، وكذلك شحمة الأذن.
الوزن:
يختلف الوزن حسب الجنس، لكنه عادة يكون كالآتي:
◾ الديوك حوالي أربعة كيلوغرامات.
◾ الدجاجات ما بين ثلاثة وثلاثة ونصف كيلوغرام.
الأرجل والجلد:
الأرجل سوداء أو رمادية داكنة، والجلد أبيض اللون، وهي ميزة مرغوبة في أسواق الدواجن اللاحمة.
هذه الصفات تجعل السلالة مميزة شكلاً وسهلة التفريق عن غيرها، إضافة إلى كونها مرغوبة في الأسواق بفضل مظهرها الأنيق ووزنها المتوازن.
إنتاج البيض في دجاج الأسترالورب:
يعتبر إنتاج البيض أهم ما يميز هذه السلالة، فقد اشتهرت عالمياً بقدرتها الكبيرة على الإنتاج المستمر.
عدد البيض سنوياً:
يمكن للدجاجة الواحدة أن تنتج ما بين مائتين وخمسين وثلاثمائة بيضة سنوياً في ظروف التربية الجيدة. ويصل الإنتاج إلى ذروته في السنة الأولى والثانية قبل أن يبدأ في الانخفاض التدريجي.
وزن وشكل البيضة:
البيض متوسط الحجم إلى كبير، لونه غالباً بني فاتح أو بني داكن حسب خط التربية.
القشرة قوية وصلبة، مما يجعلها مرغوبة في المزارع التجارية.
العوامل المؤثرة في الإنتاج:
يعتمد إنتاج البيض على مجموعة عوامل مهمة، منها:
التغذية المتوازنة.
الإضاءة الكافية.
درجة الحرارة المناسبة.
الصحة العامة والوقاية من الأمراض.
تعد السلالة من أكثر السلالات ثباتاً في إنتاج البيض حتى في ظروف أقل من المثالية، وهو ما يجعلها خياراً مميزاً للمزارعين.
دجاج الأسترالورب لإنتاج اللحم:
إضافة إلى الإنتاج المرتفع من البيض، يعد الأسترالورب من السلالات المناسبة لإنتاج اللحم أيضاً.
مميزات لحمه:
لحم متماسك وطري في الوقت نفسه.
نسبة دهون قليلة مقارنة ببعض السلالات الأخرى.
مذاق جيد يجعل السلالة مرغوبة للمستهلكين.
عمر الذبح المناسب:
◾ يمكن ذبح الدجاج اللاحم من هذه السلالة ما بين اثني عشر وستة عشر أسبوعاً حسب هدف المربي ووزن الدجاج المطلوب.
◾ في حال التربية المزدوجة، أي إنتاج البيض واللحم معاً، يفضل ذبح الديوك في عمر مبكر واستبقاء الإناث للبيض.
المميزات التي تجعل دجاج الأسترالورب خياراً مثالياً للمربين:
هناك مجموعة من الفوائد تجعل هذه السلالة محط اهتمام المزارعين والمربين الهواة:
مقاومة جيدة للأمراض:
يتميز دجاج الأسترالورب بقدرته على تحمل ظروف المناخ المختلفة ومقاومة نسبة جيدة من الأمراض الشائعة في الدواجن.
هدوء الطباع وسهولة التعامل معه:
من أهم ما يميز السلالة هو هدوؤها الشديد وسهولة ترويضها، مما يجعلها مناسبة للأسر والمربين الجدد.
التأقلم مع المناخ:
◾ تستطيع السلالة التأقلم مع المناخ البارد والحار على حد سواء.
◾ تحافظ على إنتاجها من البيض حتى في درجات الحرارة المنخفضة.
إنتاج مزدوج:
تقدم السلالة مزيجاً من إنتاج البيض واللحم، مما يزيد من قيمتها الاقتصادية ويجعلها مفيدة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
متطلبات تربية دجاج الأسترالورب:
لكي يحصل المربي على أفضل نتائج إنتاجية من هذه السلالة، يجب توفير مجموعة من الشروط المهمة:
السكن المناسب للدجاج:
يجب أن يكون بيت الدجاج جيد التهوية.
تجنب الرطوبة العالية لأنها تسبب أمراض الجهاز التنفسي.
توفير مساحات كافية للحركة والتجول.
وضع مجاثم مريحة وعلب تعشيش كافية للإناث.
التغذية السليمة:
◾ تحتاج السلالة إلى غذاء متوازن يحتوي على البروتينات والطاقة والفيتامينات والمعادن.
◾ لتحقيق أعلى إنتاجية، ينصح المربون بالاعتماد على علائق تحتوي على نسبة بروتين ما بين ستة عشر وثمانية عشر بالمائة للبالغات، وأعلى للكتاكيت.
◾ إضافة مصادر الكالسيوم مثل الصدف البحري لتحسين قشرة البيض.
الإضاءة:
◾ تحتاج الدجاجة إلى أربع عشرة ساعة من الإضاءة يومياً للحفاظ على إنتاج البيض.
◾ في فصل الشتاء، يمكن استخدام الإضاءة الصناعية لتعويض نقص ضوء الشمس.
الماء:
◾ الماء النظيف ضروري للحفاظ على صحة الدواجن.
◾ يجب تغيير الماء بشكل مستمر ومنع التلوث في المشارب.
إدارة صحة دجاج الأسترالورب:
الصحة الجيدة للدجاج أساس الإنتاج الجيد.
من أهم الإجراءات التي ينصح باتباعها:
◾ تطبيق برنامج تلقيح ضد الأمراض الشائعة.
◾ تنظيف البيت بانتظام وتطهير الأدوات.
◾ عزل الدجاج الجديد قبل دمجه مع القطيع.
◾ مراقبة أي أعراض غير عادية مثل الخمول أو فقدان الشهية.
◾ تقديم الأعلاف النظيفة الخالية من العفن.
◾ التخلص من مخلفات الدجاج بشكل سليم لتجنب انتشار الطفيليات.
التكاثر وفقس البيض في سلالة الأسترالورب:
تتمتع سلالة الأسترالورب بنسبة خصوبة عالية، مما يسهل عملية التفريخ والتكاثر.
الغريزة الأمومية:
◾ بعض الإناث تمتلك غريزة حضانة جيدة، لكن السلالة ليست من أفضل السلالات في احتضان البيض مقارنة بسلالات أخرى.
◾ لذلك يفضل الكثير من المربين استخدام الحضانات الصناعية للحصول على نتائج أفضل.
مدة التفريخ:
فترة التفريخ تستمر واحداً وعشرين يوماً كغيرها من سلالات الدجاج.
رعاية الكتاكيت:
◾ يجب توفير درجة حرارة مناسبة في أيامها الأولى.
◾ إعطاء أعلاف خاصة بالكتاكيت بنسبة بروتين عالية.
◾ مراقبة نموها باستمرار وضمان بقائها في بيئة نظيفة.
تكاليف تربية دجاج الأسترالورب والعائد الاقتصادي:
يتميز الأسترالورب بأنه من السلالات الاقتصادية التي تحقق عائداً جيداً.
تتلخص أهمية الاستثمار فيها في النقاط التالية:
◾ تكاليف شراء الفراخ المعسوفة ليست مرتفعة.
◾ نسبة التحويل الغذائي جيدة مقارنة بغيرها.
◾ إنتاج البيض عالٍ مما يضمن دخلاً مستمراً.
◾ تتميز السلالة بعمر إنتاجي طويل نسبياً.
◾ يمكن بيع الذكور كلحم لاحم أو استخدامها في التربية.
الأخطاء الشائعة عند تربية الأسترالورب وكيفية تجنبها:
يقع بعض المربين في أخطاء تقلل من الإنتاجية، أهمها:
◾ توفير إضاءة غير كافية للدجاج البياض.
◾ سوء التهوية داخل البيت مما يؤدي إلى مشاكل تنفسية.
◾ عدم الاهتمام بالكالسيوم الذي يؤثر في جودة القشرة.
◾ إهمال الفحص الدوري للقطيع.
◾ تقديم أعلاف غير متوازنة أو منخفضة الجودة.
معالجة هذه الأخطاء تساهم بشكل كبير في تحسين الأداء وزيادة الإنتاج.
دجاج الأسترالورب مقارنة مع السلالات الأخرى:
◾ عند المقارنة مع سلالات إنتاج البيض، مثل الليجهورن، نجد أن الأسترالورب أقل قليلاً من حيث عدد البيض، لكنه يتفوق في جودة اللحم وحجم الجسم.
◾ أما عند المقارنة مع السلالات اللاحمة مثل الكورنش، فهو أقل وزناً لكنه يتفوق في القدرة على العيش في الأنظمة الريفية والبيئية الصعبة.
باختصار، الأسترالورب خيار متوسط يجمع بين المزايا المختلفة، مما يجعله مناسباً للعديد من المزارعين.
تبقى سلالة دجاج الأسترالورب واحدة من أهم السلالات المزدوجة الغرض في العالم، وذلك بفضل قدرتها العالية على إنتاج البيض وجودة لحمها، إضافة إلى قوة تحملها وسهولة تربيتها. من خلال توفير الظروف المناسبة والإدارة الجيدة، يمكن للمربي أن يحصل على قطيع منتج واقتصادي يساهم في تطوير مشروعه الزراعي والرفع من مردوديته.
