مواصفات أبقار أوبوندانس: سر إنتاج الحليب الغني بالبروتين
تُعد أبقار أوبوندانس واحدة من السلالات المتميزة التي تجمع بين إنتاج الحليب واللحوم، مما يجعلها من السلالات ذات الغرض المزدوج. نشأت هذه السلالة في المناطق الجبلية لهوت سافوي في فرنسا، حيث يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر عندما قام رهبان دير سان موريس دي أغون بتربيتها. تُعرف هذه الأبقار بقوتها وقدرتها على التكيف مع البيئات المختلفة، مما ساهم في انتشارها خارج فرنسا إلى مناطق مثل أفريقيا، العراق، نيوزيلندا، أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة. كما تم استخدامها في برامج التهجين، مثل تهجينها مع سلالة N'dama في غرب أفريقيا، لتعزيز مزاياها الوراثية وتحسين الإنتاجية.
بفضل حليبها المشهور بجودته العالية لصناعة الجبن، وحجمها المثالي الذي يتلاءم مع التضاريس الوعرة والمناخ الجبلي، تعد بقرة أوبوندانس الرفيق الوفي لجبن أوبوندانس الفاخر.
يمكنك التعرف عليها بسهولة من خلال معطفها الماهوجني المميز والنظارات الطبيعية التي تحيط بعينيها، مما يمنحها مظهراً فريداً ومحبباً.
سلالة الأوبوندانس: جوهرة الجبال الفرنسية
تُعرف أبقار الأوبوندانس بأنها من القطيع الحيواني النادرة للمناطق الجبلية، حيث تميزت على مدار قرون بقدرتها على التأقلم مع الظروف القاسية للمرتفعات. هذه السلالة هي قلب إنتاج الألبان في المناطق الصعبة، إذ يمكنها التكيف مع مختلف أنظمة التربية، لا سيما تلك التي تعتمد على الرعي الحر في المراعي الغنية بالأعشاب العطرية.
رابع أكبر سلالة ألبان في فرنسا :
تنتشر سلالة الأوبوندانس في عشرين مقاطعة فرنسية، وتعد واحدة من أكبر السلالات الفرنسية من حيث العدد المتوسط للقطعان. ورغم التحديات البيئية والزراعية، مثل الطبيعة الجبلية، والمزارع العضوية، والمعايير الصارمة لنظام تسمية المنشأ المحمي (AOP)، فقد بلغ متوسط إنتاجها السنوي من الحليب 6,524 كجم في عام 2020، ما يجعلها إحدى الركائز الأساسية في إنتاج الحليب الفرنسي عالي الجودة.
حليب مثالي لصناعة الجبن :
يعتبر الحليب الذي تنتجه أبقار الأوبوندانس بمثابة كنز ثمين في عالم صناعة الأجبان، حيث يدخل في إنتاج أكثر من 14 نوعًا من الأجبان المصنفة تحت حماية تسمية محمي المنشأ. ومنذ العصور الوسطى، كانت منطقة سافوا مهدًا لصناعة الجبن في المراعي الجبلية، حيث كان الرعاة يستفيدون من جودة هذا الحليب لإنتاج أجبان ذات نكهة غنية ومميزة. وحتى اليوم، يظل حليب الأوبوندانس هو الخيار الأمثل لإنتاج جبن أوبوندانس الشهير، بفضل تركيبته الفريدة التي تمنحه مذاقًا استثنائيًا.
بنية جسدية مثالية لإنتاج الألبان :
تتمتع أبقار الأوبوندانس بحجم متوسط، حيث يبلغ ارتفاعها عند الحوض 1.40 مترًا ويصل وزنها إلى 650 كيلوغرام، مما يجعلها مناسبة تمامًا للسير في التضاريس الجبلية. كما أنها مجهزة بضرع وظيفي عالي الجودة، وهو عامل تم تحسينه بشكل كبير على مدى الثلاثين عامًا الماضية ضمن برامج الانتقاء الجيني. يتميز ضرعها بأنه متين، متماسك، ومجهز بحلمات ممتازة، ما يضمن إنتاجًا طويل الأمد للحليب، ويجعلها من أكثر السلالات المتميزة بعمرها الإنتاجي الطويل.
أبقار متفوقة في القدرة على المشي والتحمل :
تجسد الأوبوندانس روح الجبال، حيث اكتسبت قدرة مذهلة على المشي لمسافات طويلة بفضل سيقانها الرفيعة والقوية. كما أن التصبغ الأسود على قرون حوافرها يمنحها مقاومة استثنائية ضد التهابات الحوافر، مما يجعلها متفوقة في أنظمة الرعي المفتوحة التي تتطلب البحث المستمر عن الغذاء عبر المراعي الجبلية المتنوعة.
عندما يتعلق الأمر بالاستدامة والإنتاج طويل الأمد، فإن الأوبوندانس تحتل القمة بين جميع السلالات الفرنسية المنتجة للألبان. إذ تصل واحدة من كل أربع بقرات أوبوندانس إلى حلبتها الخامسة، مقارنة بواحدة من كل ستة في سلالة مونبليارد، وواحدة فقط من كل 13 في سلالة بريم هولشتاين. أما بعد الحلبة الثامنة، فإن الفارق يصبح أكثر وضوحًا، حيث تستمر واحدة من كل 23 بقرة أوبوندانس في الإنتاج، مقارنة بواحدة من كل 50 في سلالة مونبليارد، وواحدة فقط من بين 310 في سلالة بريم هولشتاين.
تعتمد تغذية هذه الأبقار على العشب الطازج في الصيف، حيث تُترك لترعى بحرية لمدة لا تقل عن 150 يومًا، بينما يتم تقديم التبن لها في الشتاء، مع إضافة كميات محدودة من الحبوب لتحسين نظامها الغذائي. خلال الصيف، تصعد العديد من القطعان إلى المراعي الجبلية التي تقع على ارتفاع يتراوح بين 1300 و1850 مترًا فوق مستوى سطح البحر، حيث تتغذى على نباتات غنية بالمغذيات، مما يعزز إنتاج الحليب ويمنح جبن أوبوندانس طعمه الفريد. أما في الشتاء، فهذه المراعي نفسها تتحول إلى منحدرات تزلج، بينما تبقى الأبقار في الحظائر، تتغذى على التبن الذي تم حصاده خلال الصيف ضمن منطقة إنتاج جبن أوبوندانس.
يتم تحويل حليبها الغني بالبروتين إلى أجبان وهي أبقار تتكيف مع الجبال والمناطق الوعرة، وشديدة المقاومة للتغيرات في درجات الحرارة؛ فهي من الحيوانات التي تجلب غذاءها من المراعي الجبلية. وتعتبر إمكانات لحومها ميزة إضافية.