أهمية البروتين في تغذية العجول: سر النمو السريع والإنتاجية العالية

أهمية البروتين في تغذية العجول: سر النمو السريع والإنتاجية العالية


يُعتبر البروتين من العناصر الغذائية الأساسية في تغذية العجول، حيث يلعب دورًا حيويًا في بناء العضلات، ودعم النمو، وتعزيز جهاز المناعة. تغذية العجول بالبروتين بشكل متوازن يساهم في تحسين معدلات التحويل الغذائي وزيادة الوزن اليومي، مما يعود بالفائدة على المزارع من حيث تقليل فترة التسمين وتحقيق أرباح أعلى.


في هذا المقال سنتعرف على أهمية البروتين في تغذية العجول، مصادره، احتياجات العجول منه في مختلف المراحل العمرية، الأعراض الناتجة عن نقصه، وأفضل الطرق لتقديمه ضمن نظام غذائي متوازن.



ما هو البروتين ولماذا يحتاجه العجل؟


البروتين هو مركب عضوي يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية والضرورية لنمو الأنسجة وتكوين العضلات وإنتاج الإنزيمات والهرمونات. يحتاج العجل إلى البروتين لبناء جسم قوي وسليم، خاصة في مراحله الأولى من الحياة حيث تكون عملية النمو في أوجها.



فوائد البروتين للعجول:


- بناء العضلات والأنسجة: البروتين يشكل اللبنة الأساسية في تكوين العضلات.

- تحسين المناعة: البروتين يدعم جهاز المناعة ويجعله أكثر قدرة على مقاومة الأمراض.

- تحسين النمو: زيادة مدخول البروتين تؤدي إلى نمو سريع ومتوازن.

- دعم وظائف الجسم الحيوية: يدخل في تركيب الهرمونات والإنزيمات.

- تحسين كفاءة استخدام الأعلاف: العجول التي تحصل على تغذية غنية بالبروتين تستفيد بشكل أفضل من الأعلاف.



 احتياجات العجول من البروتين حسب العمر:


1. العجول الرضيعة (من الولادة حتى الفطام):


خلال هذه المرحلة، يعتمد العجل بشكل رئيسي على الحليب أو البدائل الغنية بالبروتين، مثل بدائل الحليب المدعمة.


- نسبة البروتين المطلوبة: حوالي 20-24% من مكونات البديل.

- أهمية البروتين في هذه المرحلة: يساعد في نمو الأعضاء الحيوية وبناء العضلات وتنشيط جهاز المناعة.



 2. العجول المفطومة حديثًا (شهران إلى 6 أشهر):


هذه الفترة تعتبر حرجة، حيث يتم الانتقال من الحليب إلى الأعلاف الصلبة، ويجب الحرص على توفير بروتين عالي الجودة.


- نسبة البروتين الموصى بها: 18-20%.

- مصادره: الأعلاف المركزة، مثل كسبة فول الصويا، والبرسيم المجفف.



 3. العجول النامية (6 إلى 12 شهرًا):


في هذه المرحلة، يقل الاحتياج قليلاً نظرًا لانخفاض معدل النمو مقارنة بالمراحل السابقة.


- نسبة البروتين الموصى بها: 14-16%.

- دور البروتين: استمرارية بناء العضلات وتحسين التمثيل الغذائي.



 4. العجول في التسمين النهائي:


يهدف المربي في هذه المرحلة إلى زيادة الوزن بأقل تكلفة، مع الحفاظ على صحة الحيوان.


- نسبة البروتين: من 12 إلى 14% فقط.

-  التركيز هنا: يكون على الطاقة، ولكن لا يمكن إهمال البروتين لأنه ضروري لاحتفاظ العجل بالكتلة العضلية.



مصادر البروتين في تغذية العجول :


1. مصادر نباتية:


-  كسبة فول الصويا: من أفضل مصادر البروتين النباتي (40-48 % بروتين خام).

- كسبة بذور القطن: تحتوي على بروتين جيد الجودة، ولكن يجب الانتباه لاحتوائها على مواد قد تكون ضارة بكميات كبيرة.

- البرسيم المجفف: يحتوي على بروتين وألياف مفيدة للهضم.

- الذرة الصفراء: تحتوي على بروتين متوسط ولكنها غنية بالطاقة.



2. مصادر حيوانية (بشكل محدود أو حسب القوانين المحلية):


- مساحيق السمك: غنية بالبروتين سهل الهضم، لكنها تُستخدم تحت رقابة صارمة.

- مسحوق اللبن المجفف: مفيد للعجول الرضيعة.


3. مكملات البروتين التجارية:


تتوفر مكملات بروتين جاهزة تحتوي على تركيبات متوازنة حسب احتياجات العجول، تُستخدم غالبًا في المشاريع الكبيرة.



علامات نقص البروتين في تغذية العجول :


تظهر علامات نقص البروتين في تغذية العجول من خلال مجموعة من الأعراض التي تؤثر بشكل مباشر على صحتها ونموها. من أبرز هذه العلامات بطء واضح في النمو وزيادة الوزن، يصاحبه نقص في الشهية تجاه الأعلاف. كما يؤدي نقص البروتين إلى ضعف في الجهاز المناعي، مما يجعل العجل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة. ويُلاحظ كذلك هزال عام وقلة في النشاط والحيوية، بالإضافة إلى تدهور ملحوظ في جودة الشعر والجلد، مما ينعكس سلباً على مظهر العجل الخارجي. في المجمل، يؤدي نقص البروتين إلى تراجع الأداء العام للعجل، مما يؤثر سلباً على إنتاجيته ومستوى تطوره الطبيعي.



مشاكل الإفراط في تقديم البروتين:


رغم أهمية البروتين، إلا أن زيادته عن الحاجة قد يؤدي إلى مشاكل مثل:


- زيادة إنتاج اليوريا في الجسم، ما يسبب ضغطًا على الكلى.

- ارتفاع تكاليف التغذية دون عائد اقتصادي.

- إفراز كميات كبيرة من النيتروجين في البول، مما يلوث البيئة.


لهذا السبب، يجب توازن البروتين مع الطاقة والألياف والعناصر الأخرى.



كيفية تحديد الكمية المناسبة من البروتين:


- تحليل الأعلاف المستخدمة: يجب فحص محتوى البروتين في كل نوع من الأعلاف.

- الاعتماد على جداول التغذية: توجد جداول معتمدة تبين نسب البروتين حسب وزن وعمر العجل.

- استشارة طبيب بيطري أو خبير تغذية حيوانية: لضبط التوازن الغذائي بدقة.

- المراقبة اليومية: الوزن، الشهية، النشاط، وحالة الروث تعتبر مؤشرات على كفاءة النظام الغذائي.



 دمج البروتين ضمن النظام الغذائي المتكامل للعجول:


لتحقيق نتائج مثالية، يجب دمج البروتين ضمن برنامج غذائي يشمل:


1. مصدر للطاقة: مثل الذرة أو الشعير.

2. أعلاف خشنة: كالدريس والتبن لتحفيز عملية الاجترار.

3. أملاح معدنية وفيتامينات: لضمان التوازن الغذائي.

4. مياه نظيفة ومتوفرة دائمًا.



نصائح ذهبية لتغذية عجولك بالبروتين :


- لا تقدم البروتين وحده، بل اجعله جزءًا من خليط متوازن.

- ابدأ بتغذية العجل ببروتين عالي الجودة من أول يوم بعد الفطام.

- راقب استهلاك العجول من العلف وتأكد من التدرج في تغيير التركيبات.

- تجنب الأعلاف الرديئة أو الملوثة، حتى وإن كانت رخيصة.

- احرص على التهوية الجيدة والنظافة العامة في الحظائر لتعزيز الاستفادة من التغذية.




وفي الختام، يُعد البروتين حجر الزاوية في تغذية العجول، لما له من تأثير مباشر على نموها وصحتها وإنتاجيتها. ومن خلال فهم احتياجات العجول بدقة، وتوفير مصادر البروتين المناسبة في الوقت الملائم، إلى جانب الالتزام بالتوازن الغذائي والمتابعة المستمرة، يمكن للمربي أن يحقق نتائج متميزة تعود بالنفع على القطيع والمزرعة ككل.

المقال السابق