كيفية الحفاظ على إنتاجية الأبقار الحلوب عند انخفاض جودة الأعلاف الخضراء

 


تمثّل الأعلاف الخضراء حجر الأساس في تغذية الأبقار الحلوب، ويحتاج المربون إلى إدارة دقيقة لمخزون الأعلاف، خصوصاً في ظل التحديات المتكررة مثل الجفاف وضعف المحاصيل أو ارتفاع تكاليف الإنتاج. وفي هذا السياق، يقدّم الخبراء عدداً من الإرشادات العملية التي تساعد مربّي الأبقار على التعامل مع نقص الأعلاف، وتحسين الانتقال بين مصادر التغذية، وضبط العليقة لضمان استمرار الإنتاجية.


في هذا المقال، نستعرض أهم النصائح التي قدّمها "جيف وايرز"، مدير الخدمات التقنية للألبان في شركة Zinpro، حول كيفية التعامل مع محدودية الأعلاف، وطرق التقييم، وأهمية التغذية المستهدفة.



 أولاً: استراتيجيات ترشيد الأعلاف عند انخفاض الجودة أو الكمية


 1. الحفاظ على صحة الكرش عبر الألياف الكافية


يؤكد وايرز أن الهدف الأول عند ترشيد الأعلاف هو الحفاظ على صحة الكرش، من خلال توفير كمية مناسبة من الألياف الفعالة. وعند مواجهة نقص في الأعلاف، يمكن للمربين البدء بإضافة بعض المواد البديلة منخفضة التكلفة مثل:


 قشور الصويا (Soyhulls)

 التبن أو القش بكميات محدودة

 بعض مخلفات الصناعات الغذائية ذات القيمة الليفية


بعد ذلك، يتم إعادة صياغة العليقة لتعويض النقص عبر إضافة مصادر طاقة وبروتين تلائم احتياجات الكرش.



 2. أهمية الاستعانة بخبير تغذية


معظم المزارع المتطورة تعتمد اليوم على أخصائي تغذية، وهو أمر بالغ الأهمية عند استخدام المنتجات الثانوية، وإعادة تكوين العليقة بما يحافظ على الإنتاجية. وفي حال عدم وجود خبير، ينصح بالاعتماد على:


 الأبحاث الجامعية

 المرشدين الزراعيين أو التقنيين

 المربيين أو البيطريين


مع الحذر في استخدام برامج صياغة العلائق دون خبرة كافية.



 ثانياً: كيفية الانتقال التدريجي بين مصادر الأعلاف


 1. تجنب تغييرات العليقة المفاجئة


يشرح وايرز أن الانتقال المفاجئ من نوع عليقة إلى آخر قد يسبب اضطراباً في الكرش ويؤثر في التخمر والإنتاجية. لذلك يجب أن يتم التغيير بشكل تدريجي.



 2. خلط الأعلاف تدريجياً


من أمثلة الدمج التدريجي:


 خلط السيلاج منخفض الجودة (مثل نهايات الكومة) مع سيلاج أعلى جودة لمدة أسبوعين أو ثلاثة.

 عند تغيير مصدر دريس البرسيم، يمكن البدء بنسبة 50/50 ثم تعديل النسبة أسبوعياً إلى 70/30 بحسب الجودة الجديدة.


هذه المنهجية تضمن استقرار الكرش ومنع أي اضطراب في التخمير.



 ثالثاً: أدوات تقييم جودة العليقة ونجاح التغيير


 1. تحليل الأعلاف في المختبر


يعتبر تحليل الأعلاف خطوة ضرورية بنسبة 100%، وفقاً لوايرز. ليس من الضروري تحليل كل شحنة، لكن يجب إجراء التحاليل في المراحل التالية:


 عند بداية دخول علف جديد

 عند بداية ونهاية ومنتصف كومة السيلاج

 عند تغيّر مصدر القش أو البرسيم


أهم العناصر التي يجب الانتباه إليها في تحليل سيلاج الذرة:


 نسبة الرطوبة

 مستوى النشاء

 قابلية هضم الألياف والنشاء

 درجة تكسير الحبوب

 طول التقطيع



 2. مراقبة الروث والإنتاج


يُعدّ الروث أحد أهم مؤشرات نجاح العليقة؛ إذ يعطي معلومات دقيقة حول الهضم والكرش. كما أن:


 إنتاج الحليب

 معدل الاجترار

 امتلاء الكرش

 حالة الجسم


كلها مؤشرات تساعد في تقييم الأداء بعد تعديل العليقة.



 3. متابعة استهلاك المادة الجافة


التغير الكبير في استهلاك المادة الجافة يُعدّ إشارة مهمة. الهدف هو الحفاظ على ثبات الاستهلاك، لذلك ينبغي تسجيل كميات الاستهلاك بدقة لمعرفة مدى تأثر القطيع حين تتغير مكونات العليقة.



 رابعاً: التغذية المستهدفة لسد الفجوات الغذائية


حتى بعد ترشيد الأعلاف وتحسين الاستهلاك، قد تبقى بعض النواقص الغذائية في العليقة. يمكن لبرامج صياغة العلائق أو مختصي تغذية الأبقار تحديد هذه الفجوات واقتراح الحلول البديلة أو المناسبة.



 1. إضافة IsoFerm لتعزيز هضم الألياف


أطلقت شركة Zinpro قبل ثلاث سنوات منتج Zinpro IsoFerm، وهو خليط من الأحماض الدهنية المتطايرة المتفرعة التي تغذي ميكروبات الكرش المسؤولة عن هضم الألياف.


ويساهم المنتج في:


 تحسين هضم الألياف

 تعزيز التخمر في الكرش

 رفع كفاءة استخدام البروتين

 تحسين إنتاج الحليب المصحح للطاقة

 تقليل استهلاك المادة الجافة مع الحفاظ على الأداء


وهو ما يعني قدرة الأبقار على "الإنتاج بأقل المدخلات".




عندما تنخفض جودة الأعلاف أو تتراجع الكمية المتاحة، يصبح التخطيط الدقيق للتغذية هو العامل الفاصل بين الحفاظ على الإنتاجية أو خسارتها. ويكمن النجاح في:


1. ترشيد الأعلاف دون الإضرار بصحة الكرش

2. الانتقال التدريجي بين مصادر العلف

3. إجراء تحليل مخبري مستمر

4. مراقبة استهلاك القطيع وإنتاجه



اتباع هذه الإرشادات يساعد المربين على الاستفادة القصوى من الأعلاف المتاحة، وضمان إنتاج مستقر ومستدام حتى في أصعب المواسم.

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق