قطب الألبان الماليزي “فارم فريش” يراهن على جنوب شرق آسيا كمرحلة جديدة من النمو السريع
تسعى شركات الأغذية الكبرى في آسيا اليوم إلى توسيع نطاق حضورها الإقليمي، لكن شركة Farm Fresh Bhd الماليزية نجحت في التحول إلى قصة نجاح لافتة بفضل استراتيجيتها الطموحة في قطاع الألبان. ومع ازدهار الطلب على المنتجات الطازجة في دول جنوب شرق آسيا، بدأت الشركة أكبر مرحلة توسع في تاريخها، مستهدفةً أكثر من نصف مليار مستهلك عبر الفلبين وكمبوديا وإندونيسيا، ومخططةً للوصول إلى أسواق أخرى في السنوات المقبلة.
توسّع استراتيجي يستهدف نصف مليار مستهلك في جنوب شرق آسيا
بعد أن نجحت “فارم فريش” في ترسيخ حضورها في الفلبين من خلال مصانع قائمة وإنتاج محلي متزايد، اتجهت الشركة مؤخرًا إلى كمبوديا، مستغلةً فرصة نادرة بعد انقطاع واردات الحليب هناك بسبب التوترات الحدودية مع تايلاند. وتستعد الشركة لافتتاح مصنع جديد في كمبوديا خلال الفترة المقبلة، مما يمنحها مدخلًا إضافيًا نحو أسواق الهند الصينية.
إندونيسيا… السوق الأكبر وفرصة النمو الأوسع
تتجه الأنظار الآن نحو إندونيسيا، أكبر دولة من حيث عدد السكان في جنوب شرق آسيا، حيث ترى الشركة فرصة استثنائية للنمو السريع، خصوصًا مع دخول البلاد مرحلة اقتصادية جديدة تشمل خطة حكومية بقيمة 30 مليار دولار لتحفيز القطاعات الإنتاجية وتحسين الاكتفاء الغذائي.
وقد تقدمت "فارم فريش" بطلب لإنشاء مزرعة ألبان بمساحة 230 هكتارًا في منطقة باندونغ بجزيرة جاوة، كما تبحث عن شراكات محلية لتعزيز التوزيع داخل البلاد. ويؤكد الرئيس التنفيذي لوي توان إي أن الشركة تتوقع "نموًا كبيرًا جدًا" خلال ثلاث إلى خمس سنوات في هذه الأسواق.
رؤية توسعية لتحقيق نمو سنوي بين 10% و20% :
يُعدّ التوجّه الإقليمي عنصرًا مركزيًا في استراتيجية “فارم فريش” للحفاظ على معدّل نمو سنوي يتراوح بين 10% و20%، خاصة مع اقتراب الشركة من تجاوز حاجز مليار رينجيت ماليزي من الإيرادات خلال السنة المالية الحالية. وقد رفعت مؤسسة “ماكواري” توقعاتها لأرباح الشركة، مشيرةً إلى انخفاض ضغوط التكلفة وإلى التأثير الإيجابي للتوسع الخارجي.
يؤكد لوي:
“ستظل ماليزيا سوقًا مهمًا لنا، لكن بعد خمس أو عشر سنوات ستكون مساهمة أسواق المنطقة أكبر بكثير من ماليزيا. هذا ما نعمل لتحقيقه.”
من 60 بقرة إلى إمبراطورية ألبان إقليمية:
تأسست الشركة عام 2010 بستين بقرة فقط مستوردة من أستراليا، قبل أن تتحول في سنوات قليلة إلى لاعب رئيسي في قطاع الألبان الآسيوي. واليوم، أصبحت الشركة رائدة في العديد من المنتجات التي تشهد إقبالاً متزايدًا، مثل:
◾ الحليب المبرد
◾ الحليب طويل الأمد (UHT)
◾ الآيس كريم
◾ الزبدة
◾ حليب الأطفال
كما يطمح لوي إلى إطلاق مصنع جديد لإنتاج الجبن الكريمي، وهو منتج يمكن تصديره بسهولة إلى الأسواق المجاورة.
أداء مالي قوي يعزز ثقة المستثمرين:
تشكل ماليزيا حاليًا نحو 85% من إيرادات الشركة، والتي ارتفعت بنسبة 21% لتصل إلى 981 مليون رينجيت ماليزي. كما حققت الشركة قفزة بنسبة 67% في صافي الربح مسجلة 106 ملايين رينجيت. كما تستعد "فارم فريش" للإعلان عن نتائج الربع الثاني من العام المقبل، وسط توقعات باستمرار النمو.
أسهم مزدهرة وقيمة سوقية متنامية
ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 30% هذا العام، مما رفع القيمة السوقية لحصة عائلة لوي، البالغة نحو 40%، إلى ما يقارب 440 مليون دولار.
مكاسب ضخمة لصندوق الثروة السيادية الماليزي
سجلت شركة خزانة الوطنية الماليزية، التي كانت من أوائل المستثمرين في “فارم فريش”، أرباحًا تقارب 900 مليون رينجيت بعد بيع حصتها تدريجيًا.
تحديات اقتصادية قائمة… لكن الفرص أكبر
رغم النمو القوي، تواجه الشركة تحديات تشمل:
◾ تباطؤ النمو الاقتصادي في الفلبين
◾ تقلبات أسعار المواد الخام
◾ تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصادات الإقليمية
هذه العوامل قد تضغط على هوامش الربح، لكنها لا تمنع الشركة من التوسع.
العلامات المحلية تلقى رواجًا في ماليزيا
تشير أبحاث “ماكواري” إلى أن 74% من المستهلكين الماليزيين اتجهوا خلال العام الماضي نحو علامات تجارية أرخص، ما يمنح "فارم فريش" ميزة كبيرة بصفتها علامة محلية معتدلة التكلفة.
كمبوديا… بوابة جديدة نحو أسواق الهند الصينية
تستعد "فارم فريش" لتشغيل مصنعها الجديد في كمبوديا في شهر أبريل المقبل، مع خطط لإنشاء مزارع ألبان خلال عام أو عامين. وقد تشكل هذه المزارع قاعدة إمداد للأسواق الشمالية في:
◾ فيتنام
◾ لاوس
يقول لوي، البالغ من العمر 62 عامًا:
“تنمية الأعمال التجارية أشبه بركوب الدراجة صعودًا على تلة… لا يمكنك التوقف عن ركوبها.”
هذا الشغف المستمر، إلى جانب رؤية توسعية واضحة، يجعل من “فارم فريش” واحدة من أكثر شركات الألبان الآسيوية طموحًا، ومرشحة لتكون لاعبًا إقليميًا مؤثرًا في السنوات القادمة.
